الصفحة الرئيسية
>
شجرة التصنيفات
كتاب: النهاية في غريب الحديث **
{عَرب} (ه) فيه <الثَّيبُ يُعْرِب عنها لِسَانُها> هكذا يُرْوى بالتخفيف، من أعرَب. قال أبو عبيد: الصواب <يُعرِّب> يعني بالتشديد. يقال: عَرَّبْتُ عن القوم إذا تكلَّمْتَ عنهم. وقيل: إن أعرَب بمعنى عرَّبَ. يقال: أعرب عنه لسانه وعرَّب. قال ابن قُتيبة: الصواب <يُعْرِب عنها> بالتخفيف. وإنما سُمِّي الإعْراب إعْراباً لتَبْيِينِه وإيضاحِه. وكلا القَوْلين لُغتان مُتَساويَتَان، بمعنى الإبَانة والإيضاح. [ه] ومنه الحديث <فإنما كان يُعْرِب عمَّا في قَلْبه لسانُه>. (ه) ومنه حديث التَّيْمِي <كانوا يَسْتَحِبُّون أن يُلَقِّنُوا الصَّبيَّ حين يعَرِّبُ أن يقول: لا إله إلا اللّه، سبع مرَّات>، أي حين ينْطِقُ ويتكلَّم. (ه) ومنه حديث عمر <ما لكم إذَا رَأيتُم الرجُل يُخَرِّق أعْراضَ الناس أن لا تُعَرِّبوا عليه> قيل: معناه التَّبْيين والإيْضَاح: أي ما يَمْنعُكم أن تُصَرِّحوا له بالإِنكارِ ولا تُساتِرُوه. وقيل: التَّعْريبُ: المنعُ والإنكارُ. وقيل: الفُحْشُ والتَّقْبيحُ (بعد هذا في الهروي: <وإنما أراد: ما يمنعكم من أن تُعَرِّبوا، ولا: صِلَةٌ [زائدة] ها هنا> )، من عَرِبَ الجُرْح إذا فَسَد. (ه) ومنه الحديث <أن رجُلاً أتَاه فقال: إنَّ ابن أخِي عَرِبَ بطْنُه> أي فَسَد. فقال: اسْقِه عسلا>. ومنه الأول حديث السَّقيفة <أعْرَبُهُم أحْسَاباً> أي أبْينُهم وأوْضَحُهم. (ه) ومنه الحديث <أن رَجُلا من المُشْركين كان يَسُبُّ النبيّ صلى اللّه عليه وسلم، فقال له رَجُل من المسلمين: واللّه لتَكُفنَّ عن شَتْمِه أو لأُرَحِّلَنَّك بسَيْفي هذا، فلم يَزْدَدْ إلا اسْتِعْرَابا، فحمل عليه فَضَربه، وتَعَاوَى عليه المُشْرِكُون فَقَتلُوه> الاسْتعْراب: الإفحاشُ في القَوْل. (س) ومنه حديث عطاء <أنه كَرِه الإعْرَابَ للمُحْرِم> هو الإفْحاشُ في القول والرَّفَثُ، كأنه اسمٌ موضوع من التَّعْريب والإعراب. يقال: عرَّب وأعرب إذا أفحشَ. وقيل: أراد به الإيضاحَ والتَّصْرِيحَ بالهُجْر من الكلام. ويقال له أيضا: العِرَابة، بفتح العين وكَسْرِها. (ه) ومنه حديث ابن عباس <في قوله تعالى <فَلا رَفَثَ ولا فُسُوقَ> هو العِرَابة في كلام العَرَب>. (ه) ومنه حديث ابن الزبير <لا تَحِلُّ العِرَابةُ للمُحْرِم>. [ه] ومنه حديث بعضهم <ما أُوتِي أحَدٌ من مُعارَبة النِّساء ما أُوتيتُه أنا> كأنَّه أرادَ أسباب الجماع ومُقدّماته. (ه)وفيه <أنه نَهى عن بَيْع العُرْبان> هو أن يَشْتَرِيَ السِّلعةَ ويَدْفَعَ إلى صاحبِها شيئاً على أنه إنْ أمْضى البَيع حُسِب من الثمن، وإن لم يُمْضِ البيعَ كان لصاحِب السِّلْعةِ ولم يَرْتَجِعْه المشتري. يقال: أعرَب في كذا، وعرّب، وعرْبَنَ، وهو عُرْبانٌ، وعُرْبُونٌ، وعَرَبُون. قيل: سُمِّي بذلك لأنَّ فيه إعرَاباً لعَقْدِ البَيْع: أي إصْلاحاً وإزَالة فَسادٍ، لئلا يَمْلِكه غيره باشترائه. وهو بيعٌ باطلٌ عند الفُقَهاء، لما فيه من الشَّرط والغَرَر. وأجازَه أحْمَد. ورُوي عن ابن عمر إجازَتُه. وحديث النَّهي مُنْقَطع. (س ه) ومنه حديث عمر <أنَّ عامِله بمكة اشْترى داراً للسِّجْن بأرْبعةِ آلافٍ، وأعربُوا فيها أرْبَعَمَائة> أي أسْلَفُوا، وهو من العُرْبان. [ه] ومنه حديث عَطاء <أنه كانَ يَنْهَى عن الإعراب في البَيْع>. [ه] وفيه <لا تَنْقُشوا في خَواتِيمكم عَرَبِيّاً> أي لا تَنقُشوا فيها: محمد رسول اللّه لأنَّه كان نَقْشَ خاتمِ النبي صلى اللّه عليه وسلم. (ه) ومنه حديث عمر <لا تَنْقُشوا في خَواتِيمكم العَربيَّة> وكان ابنُ عمر يكْرَه أن يَنْقُش في الخاتم القُرآن. وفيه <ثلاثٌ من الكَبَائر، منها التَّعرُّب بعدَ الهِجْرة> هو أن يعود إلى البَادية ويُقِيمَ مع الأَعرَاب بعدَ أن كانَ مُهَاجراً. وكان من رَجَع بعدَ الهِجْرة إلى موضِعه من غير عُذْر يَعدُّونه كالمُرْتَدّ. ومنه حديث ابن الأكْوع <لمَّا قُتل عثمان خَرَج إلى الرَّبَذة وأقامَ بها، ثم إنَّه دخل على الحجَّاج يوماً فقال له: يا ابن الأكْوع ارْتَدَدْت على عَقِبَيْك وتَعَرَّبْت> ويُرْوى بالزَّاي. وسَيَجِيء. ومنه حديثه الآخر: تَمثَّل في خُطْبتِه: مُهَاجرٌ ليس بأعْرَابيّ* جعل المُهاجِرَ ضِدَّ الأعرابيّ. والأعراب: ساكنُو البادية من العَرَب الذين لا يُقِيمُون في الأمصارِ ولا يَدْخُلُونَها إلا لحاجةٍ. والعَرَبُ: اسمٌ لهذا الجِيل المَعْرُوف من الناس. ولا واحدَ له من لَفْظِه. وسَواءٌ أقام بالبَادِية أو المُدُن. والنَّسب إليهما: أعرابيٌّ وعربيّ. (س) وفي حديث سَطيح <يَقُودُ خيلاً عِرَاباً> أي عرَبيّة مَنْسُوبة إلى العَرَب، فَرّقوا بين الخيل والنَّاس، فقالوا في الناس: عَرَبٌ وأعراب، وفي الخيل: عِرَاب. (س) وفي حديث الحسن <أنه قال له البَتِّيُّ: ما تقول في رجل رُعِفَ في الصَّلاة؟ فقال الحَسَن: إن هذا يُعَرِّب الناس، وهو يقول رُعِف! > أي يُعَلِّمهم العَرَبية ويَلْحَن. (س) وفي حديث عائشة <فاقْدُرُوا قَدْرَ الجارِية العَرِبَة> هي الحَرِيصَة على اللَّهو. فأما العُرُب - بضمتين - فجمع عَرُوبٍ، وهي المرأةُ الحَسْناء المُتَحبِّبة إلى زَوْجها. (س) وفي حديث الجمعة <كانت تُسَمَّى عَرُوبة> هو اسمٌ قديمٌ لها، وكأنه ليس بعَرَبي. يقال: يَوْمٌ عَرُوبةٌ، ويومُ العَرُوبة. والأفصَحُ أن لا يَدْخُلَها الألفُ واللامُ. وعَرُوباء: اسم السَّماء السَّابِعةِ. {عرج} * في أسماء اللّه تعالى <ذُو المَعارج> المعارِج: المَصَاعِد والدَّرَجُ، واحِدُها: مَعْرَج، يُريد مَعارِج الملائكة إلى السَّماء. وقيل المَعَارِج: الفَواضِل العَاليةُ. والعُرُوج: الصُّعود، عَرَج يَعْرُجُ عُرُوجا. وقد تكرر في الحديث. ومنه المِعْراجُ. وهو بالكسر شِبْه السُّلّم، مِفْعَال، من العُرُوج: الصُّعود، كأنه آلَةٌ لَهُ. وفيه <من عَرَج أو كُسر أو حُبِس فلْيَجْزِ مثلهَا وهو حِلٌّ> أي فلْيَقْضِ مِثلهَا، يعني الحجَّ. يقال: عَرَج يَعْرُج عَرَجاناً (في الأصل: <عَرجاً> وأثبتنا ما في ا واللسان، والفائق 2/129) إذا غَمَز من شيء أصابه. وعَرِج يَعْرَج عَرَجاً إذا صار أعْرج، أو كان خِلْقةً فيه. المَعْنَى أَنَّ مَن أحْصَرَه مَرَض، أو عَدوٌّ فعليه أن يَبْعَث بِهَدْيٍ ويُوَاعِدَ الحَامِل يوماً بعَينِه يذْبَحها فيه. فإذا ذُبِحَت تَحَلَّل. والضميرُ في <مِثْلها> للنَّسِيكة. (س) وفيه <فلم أُعَرِّج عليه> أي لم أُقِم ولم أحْتَبس. وفيه ذكر <العُرْجُون> وهو العُود الأصْفر الذي فيه شَمَاريخ العِذْق، وهو فُعْلون، من الانعِراج: الانعِطَافِ، والواو والنون زائدتان، جمعُه: عَرَاجين. ومنه حديث الخُدْريِّ <فَسَمِعْت تَحْرِيكاً في عَراجِين البَيتِ> أرادَ بها الأعوادَ التي في سقْفِ البيت، شبَّهها بالعَرَاجِين. وفيه ذكر <العَرْج> وهو بفتح العين وسكون الراء: قَرْيَةٌ جامعةٌ من عَمَل الفُرْع، على أيام من المدينة. {عرد} * في قصيد كعب: ضَرْبٌ إذا عرّدَ السُّودُ التَّنابيلُ* أي فَرُّوا وأعرَضُوا. ويُروى بالغين المعجمة، من التغْريد: التَّطْريب. (س) وفي خطبة الحجّاج: والقوسُ فيها وَتَرٌ عُرُدُّ* العُرُدُّ بالضم والتشديد: الشَّديدُ من كُلّ شيء. يقال: وترٌ عُرُدٌّ وعُرُنْدٌ. {عرر} [ه] فيه (أخرجه الهروي واللسان من حديث سَلمان الفارسي رضي اللّه عنه) <إذا كان تَعَارَّ من الليل قال كذا وكذا> أي إذا اسْتَيْقَظ، ولا يكونُ إلاَّ يَقَظةً مع كَلامٍ. وقيل: هو تمَطَّى وأنَّ (زاد الهروي: <وقال قوم: عَلِمَ> ) وقد تكرر في الحديث. [ه] وفي حديث حاطِب <لمَّا كَتَب إلى أهْل مكة يُنْذِرُهم مَسِير رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم إلَيهم، فلمَّا عُوتب فيه قال: كُنْت رجلا عَريراً في أهْل مكة> أي دَخِيلاً غَرِيباً ولم أكُن من صَمِيمهِم. وهو فعيلٌ بمعنى فاعل، من عَرَرْتُه إذا أتيتَه تَطلُب معروفَه. ومنه حديث عمر <من كَان حَلِيفا وعريراً في قَوْمٍ قد عقَلوا عنه ونَصَرُوه فَمِيراثُه لهم>. (ه) وفي حديث عمر <أن أبا بكر أعطاه سيفاً مُحَلّىً، فنزع عُمَرُ الحِلْية وأتاه بها، وقال: أتيتُك بهذا لما يَعْرُرُك من أُمُورِ النَّاس> يقال: عرَّه واعْتَرَّه، وعَراه واعتَراه إذا أتاه مُتعرِّضا لمعْرُوفه، والوجهُ فيه أنَّ الأصل: يَعُرُّك، فَفكَّ الإْدغَامَ، ولا يَجيءُ مثل هذا الاتِّساع إلاَّ في الشِّعْر. وقال أبو عبيد: لا أحْسِبُه مَحْفُوظاً، ولكنَّه عندي <لما يَعْرُوك> بالواو: أي لما يَنُوبُك من أمْرِ الناسِ ويلزَمُك من حَوائجهم، فيكونُ من غَير هذا الباب. ومنه الحديث <فأكلَ وأطْعم القَانِعَ والمُعْتَرَّ>. ومنه حديث علي <فإنَّ فيهم قانعاً ومُعْتَرًّا> هو الذي يَتَعَرَّض للسُّؤال من غير طَلَب. (ه) ومنه حديث أبي موسى <قال له عليٌّ، وقد جَاء يَعُودُ ابنَه الحَسَن: ما عَرَّنا بك أيُّها الشيخ؟ > أي ما جاءَنَا بك؟. وفي حديث عمر <اللهم إني أَبْرَأُ إلَيك من مَعَرَّة الجَيشِ> هو أن يَنْزِلوا بقَوم فيأكلوا من زُرُوعهم بغَير علم. وقيل: هو قِتَال الجَيشِ دون إذْنِ الأمِير. والمَعرَّة: الأمرُ القبيح المكروهُ والأذَى، وهي مَفْعَلة من العَرَّ. (ه) وفي حديث طاوس <إذا استَعَرَّ عليكم شيءٌ من النِّعَم> أي نَدَّ واسْتَعْصَى، من العَرَارة، وهي الشِّدَّة والكَثرة وسُوءُ الخُلُق. (ه) وفيه <أنَّ رجلا سأل آخَر عن مَنْزله، فأخبرَه أنه يَنزل بين حيَّين من العَرَب، فقال: نَزَلْتَ بَين المعَرّة والمَجَرّة> المجرَّة التي في السَّماء: البياضُ المعروفُ، والمعَرّة: ما وَرَاءها من ناحية القطب الشَّمالي، سُمِّيت معرّة لكَثْرة النُّجوم فيها، أرادَ بين حَيَّين عظِيمين لكثرة النُّجُوم. وأصلُ المَعَرَّة: موضع العَرِّ، وهو الجَرب، ولهذا سَمّوا السماء الجرباء؛ لكثرة النُّجُوم فيها، تَشْبيهاً بالجرب في بدَنِ الإنسان. (س) ومنه الحديث <إن مُشْتَرِي النَّخْل يشْتَرِط على البائِع ليس له مِعْرارٌ> هي التي يُصِيبها مثْلُ العَرّ، وهو الجَرَب. (س) وفيه <إيَّاكم ومُشَارَّةَ الناسِ فإنها تُظْهرُ العُرّة> هي القَذَر وعَذِرَة الناس، فاستُعير للمَساوِي والمَثَالب. (ه) ومنه حديث سعد <أنه كانَ يَدْمُل أرضَه بالعَرّة> أي يُصْلِحُها. وفي رواية <كان يحْمِل مِكْيال عُرَّةٍ إلى أرْضٍ له بمكة>. ومنه حديث ابن عمر <كان لا يَعُرّ أرْضَه> أي لا يُزَبِّلها بالعُرّة. (ه) ومنه حديث جعفر بن محمد <كُلْ سَبْعَ تَمْراتٍ من نَخْلةٍ غَيرِ مَعْرُورة> أي غير مُزَبَّلة بالعُرَّة. {عرزم} (س) في حديث النَّخَعِيِّ <لا تَجْعَلُوا في قَبْري لَبِناً عَرْزَمِيّاً> عَرْزَمُ: جَبَّانةٌ بالكُوفة نَسبَ اللّبِنَ إليها، وإنما كَرِهه لأنَّها موْضع أحْداث الناس ويَخْتَلط لبِنُه بالنَّجَاسَاتِ. {عرس} (س) فيه <كان إذا عَرّس بلَيْل توَسَّدَ لبِنَةً، وإذا عَرّس عِنْد الصُّبْحِ نَصَب ساعدَه نَصْباً ووضَع رَأسَه على كَفِّه> التَّعْريسُ: نُزول المُسَافر آخر الليل نَزْلَةً للنَّوم والاسْتراحَة، يقال منه: عَرّس يُعَرّس تَعْرِيسا. ويقال فيه: أعْرَس، والمُعَرَّس: موضعُ التَّعْريس، وبه سُمِّي مُعَرَّسُ ذِي الحُلَيفَةِ، عَرَّسَ به النبيّ صلى اللّه عليه وسلم فيه الصُّبْح ثم رَحلَ، وقد تكرر في الحديث. وفي حديث أبي طَلْحَة وأم سُلَيم <فقال له النبي صلى اللّه عليه وسلم: أعْرَسْتُمُ اللَّيلة؟ قال: نَعم> أعْرَس الرجُل فهو مُعْرِسٌ إذا دَخَل بامْرَأتِهِ عند بِنائِها، وأرادَ به ها هنا الوَطْءَ، فسمَّاه إعْراساً لأنّه من توابع الإعْرَاسِ، ولا يقال فيه عَرَّس. (ه) ومنه حديث عمر <نهى عن مُتْعة الحجّ، وقال: قد علمْتُ أن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم فَعَله، ولكِنِّي كَرِهْت أن يَظَلُّوا بها مُعْرِسِين> أي مُلِمِّينَ بِنسَائهم. (س) وفيه <فأصْبَح عَرُوساً> يقال للرجُل عَرُوس، كما يقال للمَرْأة. وهو اسمٌ لهما عند دُخُول أحَدهما بالآخر. وفي حديث ابن عمر <أنَّ امرأة قالت له: إنَّ ابْنَتِي عُرَيِّسٌ، وقد تَمَعّط شعْرُها> هي تَصْغيُر العَرُوس، ولم ؟؟ تاءُ التأنيث وإن كان مؤنَّثا؛ لِقيام الحَرْفِ الرَّابع مقامه. وقد تكرر ذكر الإعْراس والعُرْس والعَرُوس. [ه] ومنه حديث حَسّان <كان إذا دُعِيَ إلى طَعامٍ قال: أفِي عُرْسٍ أم خُرْسٍ؟ > يُريدُ به طعامَ الوليمة، وهو الذي يُعْمَل عند العُرْس، يُسَمَّى عُرْسا باسم سَبَبه. {عرش} (ه) فيه <اهْتزَّ العَرْش لموت سَعْد> العَرْشُ ها هنا: الجَنازة، وهو سَرير الميّت، واهتزازُه فرَحُه لحمْل سَعْد عليه إلى مَدْفَنِه. وقيل: هو عَرْش اللّه تعالى; لأنه قد جاء في رواية أُخْرى: <اهتزّ عرشُ الرَّحمن لمَوْتِ سَعْد> وهو كِناية عن ارْتِياحِه برُوحه حِين صُعِدَ به، لكرَامتِه على رَبِّه. وكلُّ من خَفَّ لأمْرٍ وارْتاح عَنْه فقد اهْتَزَّ له. وقيل: هو على حَذْف مضاف تقديره: اهتزَّ أهلُ العَرْش بقدُومه على اللّه؛ لِمَا رَأوْا من مَنْزلته وكَرَامته عنده. وفي حديث بَدْء الوحي <فرَفَعْتُ رَأْسي فإذا هو قاعِدٌ على عَرْشٍ في الهواء> وفي رواية <بينَ السماء والأرض> يَعْني جِبريل على سَرير. (ه) ومنه الحديث <كالقِنْدِيل المُعَلَّق بالعَرْش> العرْشُ ها هنا: السَّقْف، وهو والعَريشُ: كلُّ ما يُسْتَظَلُّ به. (ه) ومنه الحديث <قيل له: أَلاَ نَبْني لك عَرِيشاً>. والحديث الآخر <كُنْت أسمعُ قِراءة رسولِ اللّه صلى اللّه عليه وسلم وأنا على عَرِيشٍ لي>. ومنه حديث سَهْل بن أبي حَثْمة <إنِّي وجَدْت ستِّين عَرِيشاً فألقَيْتُ لهم من خَرْصِها كذا وكذا> أراد بالعريش أهْل البَيت؛ لأنَّهُم كانوا يأْتُون النَّخِيل فيبْتَنُون فيه من سَعَفِه مثْلَ الكُوخ فيُقِيمُون فيه يأكُلُون مُدَّة حَمْل الرُّطَب إلى أن يُصْرَمَ. (ه) ومنه حديث سعد <قيل له: إنَّ مُعاوية ينهانا عن مُتْعة الحج، فقال: تمَتَّعْنا مع رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم، ومُعاوية كافرٌ بالعُرُش> العُرُش: جمع عَريش، أرادَ عُرُش مكة، وهي بيوتها، يعني أنَّهم تمتَّعوا قبل إسْلام مُعاوية. وقيل: أرادَ بقوله <كافِر> الاخْتِفَاءَ والتَّغَطِّي، يعني أنه كان مُخْتَفِياً في بُيُوت مكة. والأوّل أشْهرَ. (ه) ومنه حديث ابن عمر <أنه كان يَقْطَع التَّلْبِية إذا نَظَر إلى عُرُوش مكة> أي بُيُوتها. وسُمِّيت عُرُوشا؛ لأنها كانت عيدَاناً تُنْصَب ويُظَلَّل عليها، واحدُها: عَرْش. (س) وفيه <فجاءت حُمَّرَةٌ فجعَلَت تُعَرِّش> التَّعْريشُ: أن تَرْتَفع وتُظَلِّل بجناحَيْها على مَن تَحْتَها. (ه) وفي حديث مَقْتَل أبي جهل <قال لابن مسعود: سَيفُك كَهَامٌ، فخُذ سَيْفي فاحْتزَّ به رَأسي من عُرْشي> العُرْش: عِرْق في أصْل العُنُق. وقال الجوهري: <العُرْش [بالضمّ (من الصحاح)] أحد عُرْشَيِ العُنُق، وهما لحمتَان مُسْتَطِيلتان في ناحِيَتَيِ العُنُق>. {عرص} (ه) في حديث عائشة <نَصَبْتُ على باب حُجْرتي عَبَاءة مَقْدَمَه من غَزَاة خَيبر أو تَبوك، فهَتَك العَرْص حتى وقع بالأرض> قال الهروي: المحدِّثون يروونه بالضاد المعجمة، وهو بالصاد والسين، وهو خَشَبة تُوضع على البَيت عَرْضا إذا أرادُوا تَسْقِيفَه، ثم تُلْقى عليه أطْرافُ الخَشَب القِصَار. يقال: عَرّصْتُ البيت تَعْريصا. وذكره أبو عبيد بالسين، وقال: والبيتُ المُعرَّس الذي له عَرْس، وهو الحائطُ تُجْعل بين حائِطَيِ البيت لا يُبْلَغ به أقْصَاه. والحديثُ جاء في سُنن أبي دَاوُد بالضاد المعجمة، وشرَحه الخطابي في <المعالم>. وفي <غريب الحديث> بالصاد المهملة. وقال: قال الراوي: العَرْض، وهو غَلط. وقال الزمخشري: إنه العَرْص، بالمهملة، وشرح نحْوَ ما تقدم. قال: وقد روي بالضاد المعجمة، لأنه يوضع على البيت عَرْضا. (س) وفي حديث قُسٍّ <في عَرَصات جَثْجَاتٍ> العَرَصاتُ: جمعُ عَرْصَةٍ، هي كلُّ موضِعٍ واسع لا بِناء فيه. {عرض} (ه) فيه <كُلُّ المُسْلم على المُسْلم حَرَام؛ دَمُه ومَالُه وعِرْضُه> العِرْض. موضعُ المدْح والذَّم من الإنْسان، سواء كان في نَفْسه أو في سَلَفه، أو مَن يَلْزمه أمْرُه. وقيل: هو جَانبُه الذي يَصُونُه من نَفْسه وحَسَبه، ويُحَامِي عنه أن يُنْتَقَص ويُثْلَبَ. وقال ابن قتيبة: عِرْضُ الرَّجل: نَفْسُه وبدَنُه لا غيرُ. (ه) ومنه الحديث <فمن اتَّقى الشُّبُهاتِ استَبْرأ لدِينِهِ وعِرْضِه> أي احْتَاط لنَفْسِه، لا يَجُوز فيه مَعْنَى الآباءِ والأسْلافِ. (س) ومنه حديث أبي ضَمْضَم <اللهم إني تصدَّقْت بِعِرْضي على عِبادِك> أي تصدَّقْت بعِرْضي على مَن ذَكَرني بما يَرْجِعُ إليّ عَيبُه. ومنه شعر حَسّان: فإنَّ أبِي وَوَالِدَه وعِرْضِي ** لِعِرْضِ محمدٍ مِنْكم وِقَاءُ فهذَا خاصٌّ للنَّفْسِ. (ه) ومنه حديث أبي الدَّرداء <أقْرِضْ من عِرْضك ليوم فَقْرك> أي مَنْ عَابَك وذَمّك فلا تُجَاره، واجْعلْه قَرْضا في ذمّته لتَسْتوفيَه منه يومَ حاجَتك في القِيامة. (ه) وفيه <لَيُّ الواجدِ يُحِلُّ عُقُوبَتَه وعِرْضَه> أي لِصاحِب الدَّيْن أن يَذمّه ويَصِفَه بسُوءِ القَضَاء. (ه) وفيه <إن أعْراضَكم عليكم حَرَامٌ كَحُرْمة يومِكم هذا> هي جمعُ العِرْض المذْكُور أوّلا على اختِلاف القَولِ فيه. (ه) ومنه حديث صفَة أهل الجنة <إنما هو عَرَقٌ يَجْرِي من أعْرَاضِهم مِثْل المِسْكِ> أي من مَعَاطِف أبْدَانهم، وهي المَوَاضِع التي تَعْرَق من الجَسَد. ومنه حديث أمّ سلَمة لعائشة <غَضُّ الأطْرافِ وخَفَرُ الأعْرَاض> أي إنّهنّ للخَفَر والصَّون يتَسَتَّرُن. ويُروى بكسر الهمزة: أي يُعْرِضْن عما كُرِه لهُنَّ أن يَنْظُرن إليه ولا يَلْتَفِتْن نَحْوَه. (ه) ومنه حديث عمر للحُطَيئة <فانْدَفَعْتَ تُغَنِّي بأعْراضِ المُسلِمين> أي تُغَنِّي بذمِّهم وذَمِّ أسْلافِهم في شِعْرِك. وفيه <عُرِضَت عَليَّ الجنَّةُ والنَّارُ آنِفاً في عُرْض هذا الحائط> العُرْض بالضم: الجَانبُ والناحيَة من كلّ شيء. ومنه الحديث <فإذا عُرْضُ وجْهِه مُنْسَحٍ> أي جَانِبُه. [ه] والحديث الآخر <فقدَّمْتُ إليه الشَّرَابَ فإذا هو يَنِشُّ فقال: اضْربْ به عُرْضَ الحَائط>. (ه) ومنه حديث ابن مسعود <اذهَبْ بها فاخْلِطْها ثم ائْتِنا بها من عُرْضِها> أي مِن جَانِبها. [ه] ومنه حديث ابن الحَنفيِّة <كُلِ الْجُبْنَ عُرْضاً> أي اشْتَره ممَّن وجَدْته ولا تَسْأل عمَّن عَمِله من مُسْلم أو غَيره> مأخُوذٌ من عُرْض الشيء، وهو ناحِيتُه. ومنه حديث الحج <فأتَى جَمْرَةَ الوادِي فاسْتَعْرَضَتها> أي أتاها من جانِبها عَرْضاً. (ه) وفي حديث عمر <سَأَل عَمْرو بنَ مَعْدِيكَرب عن عُلَةَ بن جَلْدٍ فقال: أولئكَ فوارسُ أعْرَاضِنا، وشِفَاء أمْرَاضِنا> الأعْرَاض: جمعُ عُرْض، وهو النَّاحية: أي يَحْمُون نواحِيَنَا وجِهَاتِنا عن تَخَطُّفِ العَدُوّ، أو جمع عَرْض، وهو الجيشُ، أو جمع عِرْض: أي يَصُونون ببَلائِهم (في بعض النسخ <ببلادكم> أفاده مصحح الأصل) أعْرَاضَنا أن تُذَمَّ وتُعابَ. (ه) وفيه <أنه قال لِعَدِيّ بن حَاتم: إنَّ وِسَادَك لَعَرِيصٌ> وفي رواية <إنك لَعَرِيصُ القَفَا> َكَنى بالوِسَاد عن النَّوْم؛ لأن النَّائِم يتوسَّدُ: أي إنَّ نومَك لَطَوِيلٌ كثيرٌ. وقيل: كَنَى بالوِسَاد عن مَوضِع الوَسَاد من رَأْسِه وعُنُقه، ويشْهدُ له الرواية الثَّانية؛ فإنَّ عِرَضَ القَفَا كِنايةٌ عن السَّمَن. وقيل: أراد مَن أكَل مع الصُّبح في صَوْمه أصْبَح عَرِيضَ القَفَا؛ لأنَّ الصَّوم لا يُؤَثر فيه. (ه) وفي حديث أُحد <قال للمُنهَزِمين: لقد ذَهَبْتم فيها عَرِيضَةً> أي واسِعَة. (ه) ومنه الحديث <لئن أقْصَرْتَ الخُطْبة لقد أعْرَضْتَ المَسْالة> أي جِئتَ بالخُطْبة قَصِيرةً، وبالمَسْألة واسِعَة كَثِيرة. (ه) وفيه <لكم الوَظِيفَة الفَرِيضَةُ، ولَكُم العَارِضُ> العارض: المَرِيضَةُ. وقيل: هي الَّتي أَصَابها كَسْر، يقال: عَرَضَتِ النَّاقَةُ إذا أصَابَها آفَةٌ أو كَسْر: أي إنا لا نأخذ ذاتَ العَيب فنضُرُّ بالصَّدَقة. يقال بَنُو فلان أكَّالُون للعَوَارض، إذا لم يَنْحَروا إلاَّ ما عَرَض له مَرَض أو كَسْر، خَوْفاً أن يَمُوت فلا يَنْتَفِعُون به، والعَرَب تُعَيِّر بأكْلِه. ومنه حديث قَتادة في ماشِية اليتيم <تصب من رِسْلِها وعَوارِضها>. ومنه الحديث <أنه بَعَث بَدَنةً مع رجُل، فقال: إن عُرِضَ لها فانْحَرها> أي إن أصَابَها مَرَض أو كَسْر. (س) وحديث خديجة <أخاف أنْ يكون عُرِض له> أي عَرَض له الجِنّ، أو أصَابَه منهم مَسٌّ. (س) وحديث عبد الرحمن بن الزُّبير وزوجته <فاعْتُرِض عنها> أي أصَابَه عارِضٌ من مَرَضٍ أو غيره مَنَعه عن إتْيانها. (س) وفيه <لا جَلَبَ ولا جَنَبَ ولا اعْتَرَاضَ> هو أن يَعْتَرض رجُلٌ بفرَسه في السِّباق فيدخل مع الخَيل. (س) ومنه حديث سُرَاقة <أنه عَرَض لرسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم وأبي بكر الفَرَس> أي اعترَضَ له الطَّريقَ يمنَعُهُما من المَسِير. (س) ومنه حديث أبي سعيد <كنت مع خَليلي صلى اللّه عليه وسلم في غَزْوة، إذا رَجُل يُقَرّبُ فَرَسا في عِرَاض القَوم> أي يَسِيرُ حِذَاءهم مُعارِضاً لهم. (س) ومنه حديث الحسن بن علي <أنه ذَكَر عُمر فأخَذَ الحُسينُ في عِرَاض كَلامِه> أي في مثْل قَوْله ومُقَابِله. (س) ومنه الحديث <أن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم عارَضَ جَنَازة أبِي طالب> أي أتاها مُعْتَرِضا من بعض الطَّريق ولم يَتْبَعه من مَنزِله. ومنه الحديث <إن جبريل عليه السلام كان يُعَارِضُه القُرآن في كُلِّ سَنةٍ مَرَّة، وأَنه عارضَه العام مَرَّتَين> أي كَان يُدَارِسُه جميعَ ما نَزَل من القرآن، مِن المُعَارَضة: المُقابلة. ومنه <عارَضْتُ الكِتَابَ بالكتاب> أي قَابَلْته به. (ه) وفيه <إن في المَعَارِيضِ لَمنْدُوحةً عن الكَذِب> المَعَارِيضُ: جمعُ مِعْرَاض، من التَّعْرِيض، وهو خِلافُ التَّصْرِيح من القَولِ. يقال: عَرَفْت ذلك في مِعْرَاض كلامه ومِعْرَض كلامِه؛ بحَذْفِ الألف، أَخرَجه أبو عبيد وغيرُه من حديث عِمْرَان بن حُصَين (وكذلك فعل الهروي) وهو حديث مرفوعٌ. ومنه حديث عمر <أما في المعَارِيض ما يُغْنِي المُسْلم عن الكَذب؟>. ومنه حديث ابن عباس <ما أحِبُّ بمعَارِيض الكلام حُمْرَ النَّعَم>. (ه) ومنه الحديث <مَن عرّض عرَّضْنَا له - أي من عَرَّض بالقَذْفِ عرَّضْنا له بتأدِيب لا يَبلُغُ الحدَّ - ومَن صرَّح بالقذْف حَدَدْناه>. (س) وفيه <من سَعادةِ المرءِ خِفَّةُ عارِضَيه> العَارِض من اللحية: ما يَنْبُت على عُرْض اللحْىِ فوقَ الذَّقَن. وقيل: عَارِضَا الإنْسَانِ: صَفْحَتا خَدّيه. وخِفّتُهما كناية عَنْ كثرة الذكر للّه تعالى وحَرَكتِهما به. كذا قال الخطّابي. وقال [قال] (من ا واللسان) ابن السِّكِّيت: فلانٌ خَفيفُ الشَّفَة إذا كان قَليلَ السُّؤالِ للنَّاس. وقيل: أرادَ بخِفَّة العَارِضَين خِفَّةَ اللّحْية، وما أراه مُناسِباً. (ه) وفيه <أنه بَعث أمَّ سُلَيم لتنْظُر امْرَأةً، فقال: شَمِّي عَوارِضَها> العَوارِض: الأسْنانُ التي في عُرْض الفَمِ، وهي ما بَيْن الثَّنايا والأضْراس، واحدُها عارِض، أمرَهَا بذلك لِتَبُور به نَكْهَتَها. وفي قصيد كعب: تَجْلُو عَوَارِضَ ذِي ظَلْمٍ إذَا ابْتَسَمَت* يعني تَكْشِفُ عن أسْنَانِها. (ه) وفي حديث عمر وذكر سِيَاسَته فقال: <وأضْرِبُ العَرُوض> وهو بالفتح مثل الإبِلِ الذي يأخُذُ يميناً وشِمَالاً ولا يلزم المَحَجَّة. يقول: أضْرِبُه حتى يَعُود إلى الطَّريق. جعله مَثلا لحُسْن سِيَاسَتِه للأُمَّة (في الأصل: <سياسته الأمة> وفي ا: <سياسة الأمة> والمثبت من الهروي واللسان). (ه) ومنه حديث ذي البِجَادَين يُخَاطب ناقة النبي صلى اللّه عليه وسلم: تَعَرّضِي مَدَارِجاً وسُومِي ** تَعَرُّضَ الجَوْزَاءِ للنُّجُومِ أي خُذِي يَمْنَة ويَسْرة، وتَنكَّبي الثنايا الغلاَظ. وشبَّهها بالجوزَاء لأنها تَمُرُّ مُعْتَرضةً في السَّماء، لأنَّها غير مُسْتَقِيمة الكواكب في الصُّورة. ومنه قصيد كعب: مَدْخُوسَةٌ قُذِفَتْ بالنَّحْضِ عَن عُرُضٍ (الرواية في شرح ديوانه، ص 12: عَيْرانةٌ قُذِفَتْ في اللحم عن عُرُضٍ* ويلاحظ ابن الأثير لم يذكره في مادة <دخس> على عادته، بل ذكره في مادة <عير>. قال صاحب القاموس: الدَّخِيس: اللحم المكتنز الكثير. والدَّخْس، بالفتح: الإنسان التارُّ المكتنز)* أي أنها تَعْتَرِض في مَرْتَعِها. وفي حديث قوم عاد <قالوا: هذا عَارِضٌ مُمْطِرُنا> العارض: السَّحاب الذي يَعْترض في أفُق السماء. (س) وفي حديث أبي هريرة <فأخَذَ في عَرُوضٍ آخر> أي في طَريق آخر من الكلام. والعَرُوض: طَرِيقٌ في عُرْضِ الجبَل، والمَكان الذي يُعارِضك إذا سِرْت. (س) ومنه حديث عاشوراء <فأمَرَ أنْ يُؤْذِنُوا أهْل العَرُوض> أرَادَ مَن بأكْنافِ مكة والمدينة. يقال لمكَّة والمدينة واليمن: العَرُوض، ويقال للرَّساتيق بأرض الحجاز: الأعْراض، واحِدُها: عِرْض، بالكسر. وفي حديث أبي سفيان <أنه خرج من مكة حتى بَلغ العُرَيْض> هو بضم العين مصَغَّر: وادٍ بالمدينة به أمْوالٌ لأهْلِها. ومنه الحديث الآخر <سَاقَ خليجاً من العُريض>. (س) وفيه <ثَلاثٌ فيهنَّ البركةُ، منْهُن البَيعُ إلى أجَل، والمُعَارَضة> أي بَيعُ العَرْض بالعَرْض، وهو بالسُّكون: المَتاعُ بالمتاع لا نَقْد فيه. يقال: أخَذْتُ هذه السِّلعة عَرْضاً إذا أعْطيتَ في مُقابَلتِها سِلْعَة أخرى. (ه) وفيه <ليس الغِنَى عن كَثرة العَرَض، إنَّما الغِنَى غِنَى النَّفس> العَرَض بالتحريك: مَتاعُ الدنيا وحُطامُها. (ه) ومنه الحديث <الدُّنيا عَرَضٌ حاضِرٌ يأكلُ منه البَرُّ والفَاجرُ> وقد تكرر في الحديث. (ه) وفي كتابه لأقوال شَبْوَةَ (في الهروي: <شَنُوءة> ) <ما كانَ لهم من مِلْكٍ وعُرْمانٍ ومزَاهِرَ وعُرَضَانٍ> العُرْضان (العُرْضان، بالكسر والضم. كما في القاموس): جمعُ العَريض، وهو الذي أتَى عليه من المَعَز سنَةٌ، وتناولَ الشجر والنَّبت يُعرْض شِدْقه، وهو عندَ أهل الحجاز خاصَّةً الخِصِيّ منها، ويجوزُ أن يكونَ جمعَ العِرْض، وهو الوادِي الكَثير الشَّجَر والنخل. ومنه حديث سليمان عليه السلام <أنه حكم في صاحب الغَنَم أنه يأكل من رِسْلِها وعِرْضَانِها>. (س) ومنه الحديث <فتَلَقَّتْه امرأةٌ معها عَرِيضانِ أهْدَتْهما لَه> ويقال لواحدها: عَروض أيضاً، ولا يكون إلا ذَكرا. (ه) وفي حديث عَديٍّ <إنِّي أرْمي بالمِعْرَاض فيَخْزِقُ> المِعْرَاض بالكسر: سَهمٌ بلا ريشٍ ولا نَصْل، وإنما يُصِيب بعَرْضِه دُون حدِّه، [ه] وفيه <خَمِّرُوا آنيَتكم ولو بعودٍ تَعْرِضونه عليه> أي تَضعونه عليه بالعرض. (س) وفي حديث حذيفة <تُعْرَض الفِتَنُ على القُلُوب عَرْضَ الحَصِير> أي تُوضَع عليها وتُبْسَط كما يُبْسَط الحَصِير. وقيل: هو من عَرْض الْجُنْد بين يدي السُّلطان لإظْهارهِم واخْتِبارِ أحْوالهم. (ه) ومنه حديث عمر عن أُسَيْفع جُهَينة <فادّان مُعْرِضاً> يُرِيدُ بالمُعْرِض المُعْتَرِض: أي اعْترض لكل من يُقْرِضُه. يقال: عَرَض لي الشيء، وأعْرَض، وتَعَرَّض، واعْتَرض بمعنًى. وقيل: أرَادَ أنَّه إذا قيل له: لا تَسْتَدِن، فلا يَقْبل، مِن أعْرَض عن الشيء إذا وَلاَّه ظَهْرَه. وقيل: أرَادَ مُعْرِضاً عن الأداء. (ه) وفيه <أن رَكْباً من تُجَّار المسلمين عَرّضوا رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم وأبا بكر ثِيابا بيضاً> أي أهْدَوْا لَهُما. يقال: عرضْتُ الرجُل إذا أهْديتَ له. ومنه العُرَاضة، وهي هَدِيّة القَادِم من سَفَره. [ه] ومنه حديث معاذ <وقالت له امْرَأته، وقد رَجَع من عَمَله: أين ما جِئت به مما يأتي به العُمَّال من عُرَاضَة أهْلِهم؟ >. وفي حديث أبي بكر وأضيافه <قد عُرِضُوا فأبَوْا> هو بتَخْفيف الرَّاءِ على ما لم يُسمَّ فاعِله، ومعنَاه: أُطْعِمُوا وقُدِّم لهم الطَّعام. (ه) وفيه <فاسْتَعْرضهم الخَوارِجُ> أي قَتَلُوهم من أي وَجْهٍ أمكنَهم ولا يُبَالون من قَتَلوا. (س) ومنه حديث الحسن <أنه كان لا يَتأثَّم مِن قَتْل الحَرُورِيّ المُسْتَعْرِض> هو الذي يَعْتَرِض الناس يقتُلُهم. (س) وفي حديث عمر <تَدعون أمير المؤمنين وهو مُعْرَض لكم> هكذا روي بالفتح. قال الحربي: الصواب بالكسر. يقال: أعْرَض الشيءُ يُعْرِض من بَعِيد إذا ظهر: أي تدعُونه وهو ظاهرٌ لكم!. (س) ومنه حديث عثمان بن أبي العاص <أنه رأى رجُلا فيه اعْتِرَاض> هو الظُّهُور والدُّخُول في الباطل والامْتِنَاع من الحق. واعتَرَض فلانٌ الشيءَ تكلَّفه. (س) وفي حديث عمرو بن الأهتم <قال للزِّبْرِقان إنه شديد العارِضة> أي شديد الناحية ذُو جَلَد وصرامةٍ. (س) وفيه <أنه رُفِع لرسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم عارِضُ اليمامة> هو موضع معروف. وفي قصيد كعب: عُرْضَتُها طامِسُ الأعلامِ مَجْهولُ* هو من قولهم: بَعِيرٌ عُرْضةٌ للسفر: أي قَوِيٌّ عليه. وجَعلْتُه عُرضة لكذا: أي نَصَبته له. (ه) وفيه <أن الحجّاج كانَ على العُرْض وعنده ابنُ عمر> كذا رُوي بالضم. قال الحَرْبي: أظنُّه أرادَ العُرُوض: جَمْع العَرْض، وهو الجيشُ. {عرطب} (ه) فيه <إن اللّه يغْفِر لكُلّ مُذْنب إلا صَاحِبَ عَرْطَبةٍ أو كُوبة> العَرْطَبة بالفتح والضم: العُود. وقيل الطَّنْبُور. {عرعر} * في حديث يحيى بن يَعْمَر <والعَدُوّ بعُرْعُرَة الجبَل> عُرْعُرْة كل شيء بالضم: رأسُه وأعْلاه. {عرف} * قد تكرر ذكر <المعروف> في الحديث، وهو اسم جامعٌ لكُلِّ ما عُرف من طاعة اللّه والتقرّب إليه والإحْسَان إلى النَّاس، وكُلّ ما ندَب إليه الشَّرع ونَهى عنه من المُحَسِّنات والمُقَبِّحات، وهو من الصِّفات الغَالبة: أي أمْرٌ معْرُوفٌ بينَ النَّاس إذَا رَأوْه لا يُنكرُونه. والمعروف: النَّصَفَة وحُسْن الصُّحبة مع الأهْل وغيرهم من الناس. والمُنكَر: ضدّ ذلك جَمِيعه. [ه] ومنه الحديث <أهْل المَعْرُوف في الدنيا هم أهل المعروف في الآخرة> أي من بَذَل مَعْروفه للناس في الدنيا آتاه الله جَزَاء معروفه في الآخرة. وقيل: أراد من بَذَل جَاهَه لأصحاب الجَرَائم التي لا تَبْلغ الحُدود فيَشْفَع فيهم شَفَّعه اللّه في أهْل التَّوْحيد في الآخرة. وروي عن ابن عباس في معناه قال: يأتي أصحابُ المَعْرُوف في الدنيا يومَ القيامة فيُغْفر لهم بمعْرُوفهم، وتَبْقَى حَسَناتهُم جامّةً فيُعْطُونها لمَن زَادَت سيّآتُهُ على حَسَناته فيُغْفَر له ويدخل الجنة، فيجتَمع لهم الإحْسان إلى الناس في الدنيا والآخرة. وفيه أنه قَرَأ في الصلاة <والمُرْسَلاتِ عُرْفاً> يعني الملائكةَ أُرْسِلوا للمعْرُوف والإحْسَان. والعُرْف: ضدُّ النُّكْر. وقيل: أرَادَ أنَّها أرْسِلَتْ مُتَتَابعةً كعُرْف الفَرَس. (س) وفيه <من فَعَل كذا وكذا لم يَجِدْ عَرْفَ الجنة> أي رِيحَها الطَّيِّبة. والعَرْف: الرِّيحُ. ومنه حديث علي <حَبَّذا أرضُ الكُوفةِ، أرْض سَوَاءٌ سَهْلةٌ معروفةٌ> أي طيِّبة العَرْف. وقد تكرر في الحديث. (ه) وفيه <تَعرَّفْ إلى اللّه في الرَّخاءِ يَعْرِفْك في الشِّدة> أي اجْعَله يَعْرِفْك بطاعَتِه والعَمل فيما أوْلاكَ من نِعْمَته، فإنه يُجَازِيك عند الشِّدة والحاجةِ إليه في الدُّنيا والآخرة. (ه) ومنه حديث ابن مسعود <فيقال لهم: هل تَعْرِفُون ربَّكم؟ فيقولون: إذا اعْتَرف لنا عَرَفْناه> أي إذا وصَفَ نَفْسَه بِصَفَةٍ نُحَقِّقهُ بها عَرفْناه. ومنه الحديث في تعريف الضالَّة <فإن جاءَ مَن يَعْتَرِفُها> يقال: عَرَّف فلانٌ الضالَّة: أي ذكَرَها وطلب من يَعْرِفُها، فجاء رَجُل يَعْتَرِفها: أي يَصِفُها بصِفَة يُعْلِم أنه صَاحِبها. (ه) وفي حديث عمر: <أطْرَدْنا المُعْتَرِفين> هم الذين يُقِرُّون على أنْفُسهم بما يَجب عليهم فيه الحَدّ أو التَّعزير. يقال: أطرَدَه السُّلطان وطّرَّده إذا أخرجه عن بلده، وطَرَدَه إذا أبْعَدَه. ويُرْوى <اطرُدُوا المعْتَرِفين> كأنه كره لهم ذلك وأحَبَّ أن يَسْتُرُوه على أنفسِهم. (س) وفي حديث عَوْف بن مالك <لتَرُدَّنه أوْ لَأُعَرِّفَنَّكَها عند رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم> أي لأجَازِينَّك بها حتى تَعرِف سُوءَ صَنِيعك. وهي كَلمةٌ تقالُ عند التهديد والوعيد. (س) وفيه <العِرَافَةُ حقٌّ، والعُرَفاءُ في النار> العُرَفاءُ: جمع عَرِيف، وهو القَيّم بأمور القبيلة أو الجَمَاعَةِ من النَّاسِ يَلِي أُمُورَهُم ويَتعرَّف الأميرُ منه أحوالَهم، فعيل بمعنى فاعل. والعِرَافة: عملُه. وقوله <العِرَافة حَقٌّ> أي فيها مصلحة للناس ورِفقٌ في أمورهم وأحوالِهم. وقوله <العُرَفاء في النار> تَحْذِير من التَّعرُّض للرياسة لِمَا في ذلك من الفِتْنَة، وأنه إذا لم يَقُمْ بِحقّه أثِم واسْتحق العُقُوبة. (ه) ومنه حديث طاوس <أنه سأل ابن عبَّاس: ما معنى قَوْل الناس: أهل القرآن عُرَفاءُ أهل الجنة؟ فقال: رُؤسَاءُ أهل الجنة> وقد تكرر في الحديث مُفردا ومجموعا ومصدرا. وفي حديث ابن عباس <ثُم مَحِلُّها إلى البَيْتِ العَتيق> وذلك بعد المُعَرَّف> يُريد به بعد الوُقُوفِ بعَرَفة، وهو التَّعْريف أيضا. والمُعَرَّف في الأصْل: موضعُ التعريف، ويكونُ بمعنى المفعول. (ه) وفيه <مَن أتَى عَرَّافا أو كَاهِناً> أراد بالعَرّاف: المُنَجِّم أو الحازِيَ الذي يدَّعي عِلْمَ الغَيب، وقد اسْتأثر اللّه تعالى به.
(س) وفي حديث ابن جُبَير <ما أَكَلْتُ لحماً أَطْيبَ من مَعْرَفَةِ البِرْذَونِ> أي مَنْبِت عُرْفه من رَقَبَته. (س) وفي حديث كعب بن عُجَرَةَ <جاءوا كأنهم عُرْفٌ> أي يتبع بعضُهم بعضا. {عرفج} (س) وفي حديث أبي بكر <خرج كأنَّ لِحْيَته ضِرَامُ عَرْفَجٍ> العَرْفَج: شجَرٌ معروفٌ صغيرٌ سريعُ الاشْتِعال بالنار، وهو من نَبَات الصَّيف. {عرفط} (ه) فيه <جَرسَتْ نَحلُه العُرْفُطَ> العُرْفُط بالضم: شجَرُ الطَّلْح، وله صَمْغٌ كريهُ الرَّائحة، فإذا أكَلتْه النَّحلُ حصَل في عسلها من ريحهِ. {عرق} (ه) في حديث الظاهر <أنه أُتِي بعَرَقٍ من تَمْرٍ> هو زَبِيلٌ مَنْسوج من نَسَائج الخُوص، وكل شيء مَضْفُور فهو عَرَقٌ وعَرَقةٌ بفتح الراء فيهما. وقد تكرر في الحديث. (ه) وفي حديث إحْياء المَوَات <وليس لِعِرْقٍ ظالمٍ حقٌّ> هو أَنْ يَجِيءَ الرجل إلى أرْضٍ قد أحْياهَا رجلٌ قبله فيَغْرِسَ فيها غَرْسا غَصْباً لِيسْتَوجبَ به الأرضَ. والرواية <لِعِرْقٍ> بالتنْوين، وهو على حذف المضاف: أي لِذِي عِرْقٍ ظالمٍ، فجعل العِرْقَ نفسَه ظالماً والحقَّ لصاحبِه، أو يكون الظَّالم من صِفَةِ صاحِب العرْقِ، وإن رُوي <عِرْقِ> بالإضافة فيكونُ الظالمُ صاحبَ العرْقِ، والحقُّ لِلعرْقِ، وهو أحدُ عُرُوق الشجرة. (ه) ومنه حديث عِكْرَاش <أنه قَدم على النبي صلى اللّه عليه وسلم بإِبلٍ من صَدَقات قومه كأنَّها عُروقُ الأَرْطَى> هو شَجَرٌ معروفٌ واحدتُه: أَرْطَاة، وعُروقه طِوَالٌ حُمْرٌ ذَاهِبة في ثَرى الرمال الممطُورَة في الشِّتاء، تَراها إذا أُثِيرَت حُمْراً مكتَنِزة تَرِفُّ يقْطُر منها المَاءُ، شبَّه بها الإبلَ في اكْتِنازِها وحُمْرة ألْوَانها. (س) وفيه <إنَّ ماءَ الرجل يَجْرِي من المَرْأة إذا وَاقَعَها في كُلِّ عِرْقٍ وعَصَب> العِرْق من الحَيَوان: الأجْوفُ الذي يكونُ فيه الدَّمُ، والعَصَب: غير الأجْوف. (س) وفيه <أنه وقَّتَ لأهْل العِرَاق ذاتَ عِرْق> هو منزلٌ مَعْرُوف من منازل الحاجّ. يُحْرِم أهْلُ العِرَاق بالحجِّ منه، سُمِّي به لأنَّ فيه عِرْقا، وهو الجَبَل الصغير. وقيل: العِرْق من الأرض سَبَخَةٌ تُنْبتُ الطَّرْفاء. والعِرَاق في اللغة: شاطئ النَّهر والبحر، وبه سُمي الصُّقع؛ لأنه على شاطئ الفُرَات ودِجْلَة. (س) ومنه حديث جابر <خَرجُوا يَقُودُون به حتى لمَّا كان عِنْد العِرْق من الجبل الذي دُون الخَنْدَق نَكَّبَ>. (س) ومنه حديث ابن عمر <أنه كان يُصلِّي إلى العِرْق الذي في طَرِيق مكة>. (ه) وفي حديث عمر بن عبد العزيز <أنَّ امْرَأَ لَيْسَ بينَه وبينَ آدمَ أبٌ حيٌّ لمُعْرَقٌ له في الموت> أي أنَّ له فيه عِرْقاً وأنَّه أصيلٌ في الموت. ومنه حديث قُتَيلة أخت النضر بن الحارث. والفَحْلُ فحلٌ مُعْرِقُ* أي عَرِيق النَّسَب أصيلٌ. (ه) وفيه <أنه تَناول عَرْقاً ثم صلَّى ولم يَتَوضأ> العَرْق بالسكون: العَظْم إذا أُخذ عنه مُعْظَم اللَّحم، وجمعُه: عُرَاق، وهو جمعٌ نادر، يقال: عَرَقْتُ العظْمَ، واعترقْتُه، وتعرّقْتُه إذا أخَذْتَ عنه اللحم بأسْنَانك. ومنه الحديث <لو وَجَد أحدُهم عَرْقاً سَمِيناً أو مَرْمَاتين> وقد تكرر في الحديث. وفي حديث الأطعمة <فصارت عَرْقَة> يعني أنَّ أضْلاعَ السِّلْق قَامت في الطَّبخ مقَام قِطَع اللَّحم، هكذا جاء في رواية. وفي أخرى بالغين المعجمة والفاء، يريدُ المَرَق من الغَرْف. (ه) وفيه <قال ابن الأكوع: فخرَجَ رجل على ناقَةٍ ورْقَاءَ وأنا على رجْلي (في الأصل واللسان: <وأنا على رَحْلِي فاعْتَرَقَها حتى أخَذَ بخطامها>. وهو خطأ صوابه من ا والهروي، ومما يأتي في مادة <غرق>. غير أن رواية الهروي: <وأنا على رِجْلَيَّ فاعْتَرقْتُها حتى آخذ بخطامها> ) فاعْتَرِقُها حتى آخذَ بخِطَامها> يقال: عَرقَ في الأرض إذا ذَهَب فيها، وجَرَت الخيلُ عَرَقاً: أي طَلَقاً. ويروى بالغين وسيَجيء. (ه) وفي حديث عمر <جَشِمْت (في الهروي: <تجشَّمْت> ) إليك عَرَق القِرْبة> أي تكلفت إليك وتَعِبْت حتى عَرِقْتُ كَعَرَق القِرْبَةِ، وعَرَقُها: سَيَلانُ مائِها. وقيل: أراد بعَرَق القِرْبة عَرَقَ حَامِلِها من ثِقَلها. وقيل: أراد إنّي قَصَدتك وسَافَرت إليك واحتَجْت إلى عَرَق القِرْبة وهو ماؤُها. وقيل: أراد تكلَّفتُ لكَ ما لم يَبْلغه أحَدٌ وما لا يكون؛ لأنَّ القِرْبة لا تَعْرَقُ. وقال الأصمعي: عَرَق القربة معناه الشِّدَّة، ولا أدْرِي ما أصْلُه. (س) وفي حديث أبي الدردَّاء <أنه رَأى في المسجد عَرَقَةً فقال: غَطُّوها عنَّا> قال الحربي: أظنُّها خَشَبة فيها صورة. وفي حديث وائل بن حُجْر <أنه قال لمعاوية وهو يمشي في ركابه: تَعَرَّقْ في ظِلِّ ناقتِي> أي امْشِ في ظلِّها وانْتفع به قَليلاً قَليلاً. (س [ه]) وفي حديث عمر <قال لِسَلْمَان: أين تأخذ إذا صَدَرْت، أعلى المُعَرِّقَةِ، أم على المدينة؟> هكذا رُوي مُشدَّداً. والصَّوابُ التخفيف (وهو رواية الهروي)، وهي طَريقٌ كانت قُرَيش تَسْلُكها إذا سارت إلى الشَّام تأخُذُ على ساحل البحر، وفيها سَلكت عِير قُرَيش حين كانت وَقْعَة بدر. (س) وفي حديث عطاء <أنه كره العُرُوق للمُحْرِم> العُرُوق: نَباتٌ أصْفَرُ طَيبُ الرِّيح والطَّعْم يُعْمَل في الطَّعَام. وقيل: هو جمعٌ واحدُه عِرْق. (س) وفيه <رأيتُ كأنَّ دَلْواً دُلِّيَ من السَّماءِ فأخذ أبو بكر بِعَرَاقِيها فشَرِب> العَرَاقي: جمعُ عَرْقُوةِ الدَّلو، وهو الخشبة المَعْرُوضَة على فَمِ الدَّلْو، وَهُما عَرْقُوتَان كالصَّليب. وقد عَرْقَيْتُ الدَّلْو إذا ركَّبتَ العَرْقُوة فيها. {عرقب} (س) في حديث القاسم <كان يقول للجزَّار: لا تُعَرْقِبْها> أي لا تَقْطَعْ عُرْقُوبَها، وهو الوَتَرُ الذي خَلْفَ الكَعْبَين بين مَفْصِل القَدَم والسَّاق من ذَوات الأْرَبع، وهو من الإنسان فُوَيْقَ العَقِب. وفي قصيد كعب:
كانَتْ مَوَاعيدُ عُرْقُوبٍ لها مَثَلاً ** وما مَوَاعِيدُاها إلاَّ الأَباطيلُ عُرْقُوب: هو ابنُ مَعْبَدٍ، رجُلٌ من العَمَالقَة كان وعَد رَجُلا ثمر نخْلَة، فجاءه حين أطْلَعَتْ فقال: حتى تَصِير بَلَحاً، فلما أبْلَحت قال: دَعها حتى تَصير بُسْراً، فلما أبْسَرَت قال: دَعْها حتى تَصير رُطَبا، فلما أرْطَبَت قال: دَعْها حتى تَصير تَمْراً، فلما أتْمَرت عَمَد إليها من الليل فجدَّها ولم يُعْطِه منها شيئا، فصارت مثلاً في إخْلافِ الوعْدِ. {عرك} * في صفته صلى اللّه عليه وسلم <أصْدَقُ النَّاس لَهْجَةً وألْيَنُهُم عَرِيكةً> العَرِيكةُ: الطَّبيعَةُ. يقال: فُلان ليِّن العَرِيكة، إذا كان سَلِساً مُطَاوِعا مُنْقَاداً قليل الخِلاف والنُّفُور. وفي حديث ذَمّ السُّوق <فإنها مَعْرَكةُ الشيطان، وبها ينْصِبُ رايتَه> المعرَكة والمُعْتَرَك: مَوضِعُ القتال: أي مَوْطِن الشيطان ومحلُّه الذي يأوِي إليه ويكثر منه، لما يَجْرِي فيه من الحَرَام والكَذِب والرِّبا والغَصْب؛ ولذلك قال: <وبها ينْصبُ رايَتَه> كناية عن قُوَّة طَمَعه في إغْوائِهم؛ لأنَّ الرَّايات في الحُرُوب لا تُنْصَبُ إلاَّ مع قوّة الطمع في الغَلبة، وإلاَّ فهي مع اليأس تُحَطُّ ولا تُرْفَعُ. (ه) وفي كتابه لقوم من اليهود <إنَّ عليكم رُبْعَ ما أخْرَجَت نخلُكم. ورُبْعَ ما صادَت عُرُوكُكُم، وربع المِغْزَل> العُرُوك: جمعُ عَرَك بالتحريك، وهم الذين يصيدون السمك. (ه) ومنه الحديث <إنَّ العَرَكيَّ سأله عن الطُّهُور بماء البحر> العَرَكيُّ بالتشديد: واحدُ العَرَك، كعَرَبيٍّ وعَرَب. وفيه <أنه عاوَدَه كذا وكذا عَرْكةً> أي مرَّةً. يقال: لَقِيته عَرْكةً بعد عَرْكةٍ: أي مرَّةً بعد أخْرَى. وفي حديث عائشة تصِفُ أَبَاها <عُرَكَةٌ للأَذَاة بجَنْبه> أي يَحْتَمِله. ومنه عَرَك البعيرُ جَنْبه بمِرْفَقه إذا دَلَكَه فأثّر فيه. وفي حديث عائشة <حتى إذا كُنَّا بِسَرِفَ عَرَكْتُ> أي حِضْتُ. عَرَكَتِ المرأةُ تعرُك عِرَاكاً فهي عارِكٌ. (ه) ومنه الحديث <إنَّ بعض أزواجه كانت مُحْرِمةً فذَكرَتِ العَرَاك قبل أن تُفِيضَ> وقد تكرر في الحديث. {عرم} (س) في حديث عاقر الناقة <فانبعث لها رجُلٌ عارِمٌ> أي خَبِيث شِرِّير. وقد عَرُم بالضم والفتح والكسر. والعُرَامُ: الشِّدة والقُوّة والشَّرَاسَة. ومنه حديث أبي بكر <إنَّ رجلاً قال له: عارَمْتُ غُلاماً بمكة فَعضَّ أُذُني فقَطَع منها> أي خاصمْتُ وفاتَنْتُ. ومنه حديث عليّ <على حِينِ فَتْرَةٍ من الرُّسُل، واعْتِرَامٍ من الفِتن> أي اشْتِدَادٍ. وفي حديث معاذ <أنه ضَحَّى بكبْشٍ أعْرَمَ> هو الأبْيَضُ الذي فيه نُقَطٌ سُودٌ. والأُنْثَى عَرْمَاءُ. (ه) وفي كتاب أقْوال شبْوَة <ما كان لهم من مِلْك وعُرْمَانٍ> العُرْمانُ: المزَارِعُ، وقيل الأَكَرَةُ، الواحد: أعْرَمُ. وقيل عَرِيمٌ. {عرن} * في صفته عليه السلام <أقْنَي العِرْنين> العِرْنينُ: الأنفُ. وقيل رَأسُه. وجمعُه عَرَانين. ومنه قصيد كعب: شُمُّ العَرانينِ أبْطالٌ لَبُوسُهُمُ* ومنه حديث علي <من عَرَانِينِ أنُوفها>. وفيه <اقْتُلوا من الكلاِب كلَّ أسْودَ بَهِيمٍ ذِي عُرْنَتين> العرنَتَان: النُّكْتَتَان اللَّتَان يكونَان فوقَ عَين الكلْب. (ه) وفيه <إن بعضَ الخلفَاءِ دُفِن بعَرِين مكَّة> أي بِفِنَائها. وكان دُفن عند بِئْر مَيْمُون. والعرِينُ في الأصْل: مأْوَى الأسَد، شُبِّهت به لعزِّها ومنعَتِها. وفي حديث الحج <وارْتَفَعوا عن بَطْنِ عُرَنَة> هو بضم العين وفتح الراء: موضعٌ عند المَوْقِف بعَرَفات. {اعرنجم} * في حديث عمر <أنه قَضَى في الظُّفُر إذا اعْرَنْجَم بقَلُوصٍ> جاء تفسيره في الحديث إذا فَسَد. قال الزمخشري: <ولا تُعْرف حَقيقته، ولم يثْبُت عند (في الفائق 2/136: <عن> ) أهْل اللُّغَة سَمَاعا. والذي يُؤَدِّي إليه الاجْتِهَادُ أن يكونَ معناه جَسَأ وغَلُظَ> وذكر له أوجُهاً واشْتِقاقاتٍ بعيدةً. وقيل: إنَّه احْرَنْجَم بالحاء: أي تَقَبَّض، فحرَّفَته الرّوَاة. {عره} (س) في حديث عُروة بن مسعود <قال: واللّه ما كلَّمْت مسعود بن عَمْرو مُنْذ عَشْر سنين، والليلَةَ أكلّمه! فخَرج فنَادَاه، فقال: مَنْ هذا؟ فقال: عُرْوَةُ، فأقْبَلَ مسعودٌ وهو يقولُ: أطَرَقْتَ عَرَاهِيَه، أم طَرَقْتَ بِدَاهِيَه؟> قال الخطّابي: هذا حرفٌ مُشْكل. وقد كَتَبْتُ فيه إلى الأزهري، وكان من جَوابه أنه لم يَجِدْهُ في كلام العَرَب. والصواب عِنْدَه <عَتَاهِيهْ> وهي الغَفْلَةُ والدّهَشُ: أي أطرقْتَ غفلةً بِلا رَوِيّةٍ، أو دَهَشاً؟. قال الخطابي: وقد لاح لي في هذا شَيءٌ، وهو أن تكون الكلِمةُ مُرَكَّبَةً من اسْمَين: ظاهرٍ ومَكْنِيٍّ وأبدل فيهما حرْفاً، وأصْلُها إمَّا من العَرَاء وهو وجه الأرض، وإما من العَرَا مقْصُوراً، وهو النَّاحِية، كأنه قال: أطَرَقْتَ عَرَائي: أي فِنائي زائراً وَضيفاً، أم أصَابَتْك دَاهِيةٌ فجئْتَ مسْتَغِيثاً، فالهاءُ الأولى من عَرَاهِيَه مُبْدلةٌ من الهمزة، والثانية هاءُ السَّكْتِ زيدَت لبَيانِ الحَركةِ. وقال الزمخشري: <يَحتمل أن تكون بالزاي، مصدره عَزِه يعْزَه فهو عَزِهٌ إذا لم يكن له أرَبٌ في الطَّرْق. فيكون معناه: أطَرَقتَ بلا أربٍ وحاجَةٍ. أم أصَابَتْك داهيةٌ أحوجَتْك إلى الاسْتغاثة>. {عرا} (ه) فيه <أنه رَخَصَّ في العَريّة والعَرَايا> قد تكرر ذكْرُها في الحديث واختلف في تفسيرها، فقيل: إنه لما نهي عن المُزَابَنَة وهو بيع الثمر في رُؤُوس النَّخْل بالتمر رخَّص في جملة المُزَابنة في العَرَايا، وهو أن من لا نَخْلَ له من ذَوي الحاجَة يدْرك الرُّطَبَ ولا نَقْدَ بيده يَشتري به الرُّطَب لِعياله، ولا نَخْلَ له يطعِمُهم منه ويكون قد فَضَل له من قوته تمر، فيجيءُ إلى صاحِب النخل فيقول له: بِعْنِي ثمر نَخلةٍ أو نَخلَتين بِخرْصِها من التمر، فيعطيه ذلك الفاضل من التمر بثمر تلك النَّخَلات ليُصِيب من رُطبها مع الناس، فرَخَّصَ فيه إذا كان دُون خمسة أوْسُقٍ. والعَرِيَّة: فَعيلة بمعنى مَفْعُولة، من عَرَاه يعْرُوه إذا قصَده. ويَحتَمِل أن تَكُون فَعيلة بمعنى فَاعِلَة، من عَرِيَ يَعْرَى إذا خَلَع ثوبه، كأنَّها عُرِّيت من جُمْلة التَّحْريم فعرِيَت: أي خَرَجَتْ. (ه) وفيه <إنَّما مَثَلي وَمَثَلُكم كمثلِ رجُلٍ أنْذَر قومَه جَيشاً فقال: أنَا النَّذِيرُ العُرْيان> (في الهروي: قال ابن السِّكِّيت: هو رجل من خَثْعَمَ حمل عليه يومّ ذي الخَلَصَة عوفُ بن عامر فقطع يده ويد امرأته) خَصَّ العُرْيانَ لأنه أبْيَنُ للعَينِ وأغْرَب وأشْنَع عند المُبْصِر. وذلك أنَّ ربيئَةَ القوم وعَيْنَهم يكون على مكانٍ عالٍ، فإذَا رَأَى العَدُوَّ قد أقبل نَزَع ثوبَهُ وأَلاَحَ به ليُنْذِر قومَه ويبقَى عُرْيانا. (ه) وفي صفته صلى الله عليه وسلم <عَارِي الثَّديَيْن> ويروى <الثُّنْدُوَتَين> أرادَ أنه لَم يَكُن عليهما شعر. وقيل: أَرَادَ لم يَكُن عَلَيهما لحمٌ، فإنه قد جَاءَ في صفته: أشْعَر الذّراعين والمَنْكِبَينِ وأعْلَى الصَّدْرِ. (س) وفيه <أنه أُتِيَ بفَرَس مُعْرَوْرٍ> أي لا سَرْجَ عليه ولا غيره. واعْرَوْرَي فَرسَه إذا ركِبَه عُرْيا، فهو لازِمٌ ومُتَعَدٍّ، أو يكون أُتِيَ بفَرَس مُعْرَوْرّي، على المفعول. ويقالُ: فَرسٌ عُرْيٌ، وخيلٌ أعْراء. (ه) ومنه الحديث <أنه رَكِب فرساً عُرْيا لأبي طلحة> ولا يقال: رجُل عُرْيٌ، ولكن عُرْيَان. (س) وفيه <لا يَنْظُر الرجُل إلى عِرْيَةِ المرأة> هكذا جاء في بعضِ رِوايات مُسْلم (صحيحه في (باب تحريم النظر إلى العورات، من كتاب الحيض) وقال النووي في شرحه: <ضبطنا هذه اللفظة على ثلاثة أوجه: عِرْية، بكسر العين وإسكان الراء. وعُرْيَة، بضم العين وإسكان الراء. وعُرَيَّة، بضم العين وفتح الراء وتشديد الباء. قال أهل اللغة: عرية الرجل، بضم العين وكسرها هي مُتجرِّده، والثالثة على التصغير> ) يُريدُ ما يَعْرَى منها ويَنْكَشِفُ. والمشْهُورُ في الرواية <لا يَنْظُر إلى عَوْرَةِ المَرْأةِ>. (س) وفي حديث أبي سَلَمة <كُنْتُ أرَى الرؤيا أُعْرَى منها> أي يُصِيبُنِي البَرْد والرِّعْدَة من الخَوف. يقال: عُرِى فهو مَعْرُوّ. والعُرَوَاءُ: الرِّعْدَة. ومنه حديث البراء بن مالك <أنه كان يُصِيبُه العُرَوَاءُ> وهو في الأصْلِ بَرْدُ الحُمَّى. (س) وفيه <فكَره أن يُعْرُوا المدينة> وفي رِوَاية <أن تَعْرَى> أي تَخْلو تَصِير عَرَاءً وهو الفَضَاء من الأرضِ، وتَصير دُورُهم في العَرَاء. (س) وفيه <كانت فَدَكُ لحِقُوقِ رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم التي تَعْرُوه> أي تَغشاه وتَنْتَابُه. ومنه حديث أبي ذر <مالَكَ لا تَعْتَرِيهم وتُصِيبُ منهم> عَراه واعْتَراه إذا قَصَدَه يطلُب منه رِفْدَه وصِلَته. وقد تكرر في الحديث. (س) وفيه <أنَّ امرأة مَخْزُوميَّة كانت تَسْتَعِير المَتَاع وتَجْحَده، فأمَرَ بها فقُطِعَت يدُها> الاستعارَةُ: من العَارِيَّة وهي مَعْرُوفةٌ. وذَهَبَ عامَّةُ أهل العِلْم إلى أن المُسْتَعِيرَ إذا جَحَد العَارِيَّة لا يُقْطعُ لأنه جاحِدٌ خائنٌ، وليس بسَارِقٍ، والخائنُ والجاحدُ لا قَطْعَ عليه نَصًّا وإجماعاً. وذَهَب إسحاق إلى القول بظاهر هذا القول. وقال أحمد: لا أعلم شيئاً يدْفعُه. قال الخطّابي: وهو حديثٌ مُخْتَصَر اللَّفظِ والسِّياق. وإنما قُطِعَت المَخْزُومية لأنها سَرقت، وذلك بيِّن في رواية عائشة لهذا الحديث. ورواه مسعود بن الأسود فذكر أنَّها سَرقت قَطِيفَة من بيت رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم، وإنما ذُكرت الاسْتِعَارة والجحد في هذه القِصَّة تعريفاً لها بخاصِّ صِفَتِها، إذ كانت الاستعارة والجحدُ معروفة بها، ومن عادتِها كما عُرِفَت بأنَّها مَخْزُومية، إلاَّ أنها لمَّا اسْتَمَرَّ بها هذا الصنيع ترقَّتْ إلى السَّرِقَة واجْتَرَأت عليها، فأمرَ بها فقُطِعت. (س) وفيه <لا تُشَدُّ العُرَى إلاَّ إلى ثلاثةِ مَسَاجدَ> هي جمعُ عُرْوة، يُريدُ عُرَى الأحْمَالِ والرَّواحِل.
|